حصل الدستور الأصلي على معلومات مؤكدة من مصادر موثوقة تكشف تفاصيل الخطة التي شارك فيها جمال
الهجوم شمل الاستعانة بخيول وجمال مبارك نجل الرئيس من أجل إطلاق مجموعة من البلطجية على المتظاهرين والمعتصمين بميدان التحرير، وهي الخطة التي تم تطبيقها يوم الأربعاء وتسببت في مقتل وإصابة ما يقرب من 1000 متظاهر حتى كتابة هذه السطور.
وقالت المصادر أن جمال مبارك الذي لايزال يشغل منصب أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني حتى الآن، قد اجتمع مع كل من صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني وماجد الشربيني أمين تنظيم الحزب الذي حل بدلا من أحمد عز، ورجلي الأعمال إبراهيم كامل ومحمد أبو العينين، إضافة إلى النائب رجب هلال حميدة، وحسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة ممثلا لوزارة الداخلية.
وأن ذلك الاجتماع عقد صباح الثلاثاء، وفيه تم الاتفاق على خطة فض المتظاهرين المعارضين المتمركزين في ميدان التحرير منذ الجمعة 28 يناير وتقضي الخطة بالهجوم على المتظاهرين عبر ثلاث فئات، الأولى رجال الأمن المركزي بملابس مدنية، والثانية موظفي بعض شركات رجال الأعمال الذين تم تعليق صرف رواتبهم لحين المشاركة في الهجمة والثالثة مجموعة من البلطجية الذين تم الاستعانة بهم سابقا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وتم الاتفاق على أن ساعة الصفر والبدء في تنفيذ الخطة ستكون عقب انتهاء كلمة الرئيس التليفزيونية التي سيلقيها مساء الثلاثاء ليعلن عما وصفه بنيته عدم الترشح في الانتخابات القادمة، وهو ما تحقق بالفعل، إذ خرجت مجموعة من الجماهير لتهتف باسم الرئيس مباشرة عقب خطابه، قبل أن يتطور ذلك في يوم الأربعاء إلى هجوم على المتظاهرين باستخدام الهروات والعصي والسيوف والحجارة وصولا إلى قنابل المولوتوف والرصاص الحي، ومن قبلها اقتحام الاعتصام بالخيول والجمال في سابقة لم تشهدها أي دولة في العصر الحديث تقريبا.
وقالت المصادر أن ثمة غضب شديد يكتنف جمال مبارك من تداعيات ثورة 25 يناير، لاسيما وأن شبابها يحرز نجاحا وتقدما كل يوم على عكس موقف نظام مبارك الذي يتراجع كل يوم، وكانت هذه الخطة إحدى المحاولات الأخيرة لانقاذ الموقف الذي يبدو أنه-بحسب المصدر- بات من المستحيل تحسينه بالفعل.