تبادل أنس الفقى وزير الإعلام، ود.مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى الاتهامات، على الهواء، خلال حلقة الأمس من برنامج 90 دقيقة، التى أدارها بحكمة واقتدار الإعلامى البارز معتز الدمرداش، على خلفية استقالة الأخير من الحزب الوطنى السبت الماضى، حيث اتهم الوزير، نائب الشورى، خلال مداخلة هاتفية، بأن "مواقفه مذبذبة.. فعندما كان فى الحزب كان مؤازراً لسياسياته وتعليماته دائماً.. أما فى الأزمة الأخيرة فقد فوجئنا بالفقى معارضاً لسياسات الحزب وحكومته"، فيما برر النائب قراره بأنه وجد نفسه "يحمل أوزارا" لم يكن طرفاً فيها، فضلاً عن أنه لم "يكن له وضع بارز فى الحزب الذى تحول إلى مؤسسة شبه حكومية".
وقال وزير الإعلام: "أنصحك يا دكتور بأن تعطينا موقفاً ثابتاً نستطيع من خلاله قراءتك بوضوح"، الأمر الذى رد عليه النائب بالقول: "لا يا سيادة الوزير مش أنا الذى يعيش تحت المظلة ولا نعلم ماذا سيفعل عندما تقع من عليه.. أعذرك وأعرف الظروف المحيطة بك.. أنت متصور أنك بتحرجنى وتجرح فىّ، علشان وزير.. لا يا سيادة الوزير أنا طول عمرى مواقفى معروفة.. ارجع للمقالات التى كنت أكتبها قبل 25 يناير.. أنا أول من حذر من أن السكون لا يعنى الاستقرار.. هو أنا من خرج عن جلده بعد 24 ساعة؟! أنا فقط لا أريد أن أحملك عبء آرائى ولا أريد تحمل أوزاركم".
وألمح الفقى إلى أنه تلقى العديد من رسائل التهديد بعد موقفه هذا من أرقام غير معروفة، "لكن وزير الإعلام يعلمها جيدًا"، لافتاً إلى أنه عرف فى القصر الرئاسى بأنه معارض "شرس" حتى أن المتحدث باسم الرئاسة السفير سليمان عواد كلّمه أكثر من مرة، حسبما قال الفقى، ليلومه قائلاً له "لا يصح يا مصطفى".
من جهة أخرى، طرح الفقى عدة سيناريوهات فى محاولة لتحديد ملامح المرحلة السياسية المقبلة بعد ما تمكنت ثورة "الغضب" من تحقيق مكاسب سياسية سعت إليها "أعتى" الأحزاب السياسية على مدى أكثر من 20 عاماً، مشدداً على ضرورة أن تكون القيادة المقبلة للدولة "قيادة معروفة دولياً"، إلا أنه اقترح أن تتولى المؤسسة العسكرية الحكم فى مصر لمرحلة انتقالية لـ"فتح الأبواب لديمقراطية حقيقية".
معتز الدمرداش
وشدد الفقى على ضرورة أن يعرف الرئيس المقبل أن دوره ليس سهلاً وسط انتقادات كثيرة وأوضاع محلية وإقليمية وعالمية غير مستقرة، مشيراً إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى هو الأقرب للفوز فى الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا رشح نفسه، لعدة أسباب، منها علاقاته الدولية والقبول الذى يلقاه من كل مواطن مصرى، فضلاً عن أن المصريين عرفوه وجربوه وزيراً للخارجية وأميناً لجامعة الدول العربية، أما المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى، فرأى الفقى أنه أقرب لرئاسة الحكومة أكثر من رئاسة الجمهورية.
وقال الفقى، إنه لا مبرر لتشويه صورة شباب 25 يناير الذين وصفهم الرئيس مبارك نفسه بـ"الشرفاء"، مؤكداً أن مطالبهم مشروعة، إلا أنه قال إن هؤلاء الشباب "ليس لديهم عمق فكرى.. لكن عندهم مشاعر وطنية وكبرياء مجروح"، مشيراً إلى أن الشباب المتواجد فى ميدان التحرير حتى الآن وجد أن التواجد يجلب مكاسب أكثر أو على الأقل يمثل ضغطاً على القيادة السياسية، معرباً عن استعداده للعب دور الوسيط بين الحكومة والشباب.
وطالب الفقى الرئيس مبارك وحكومته الجديدة بالالتزام بجدول زمنى لتنفيذ مطالب الثورة بالتوازى مع اعتصام الشباب، قائلاً: "ليس بالضرورة أن تفض الاعتصام حتى لا تخبو جذوة ما فعلوه.. المشهد لابد أن يتغير من فوق ولتكن الأشهر المتبقية فى ولاية مبارك أزهى شهوره على الإطلاق"، مجدداً مناشدته لمبارك بالاستقالة من الحزب الوطنى "الذى يستمد قوته من الرئيس" ليكون السباق بين الأحزاب حراً، مشدداً على ضرورة أن يفصل الحزب الوطنى بين إدارة الشركات وقيادة الأوطان.
وأشار الفقى إلى أن "الاستعلاء والكبر" كان من خطايا حكومة رجال الأعمال السابقة، حيث شعر الوزراء رجال الأعمال أن قدرهم قادهم إلى تلك المراكز ليكفيهم عن الشعب بدلاً من خدمة الشعب، فرفضوا فهم الشعب، لأن لديهم "السلطة والمال، معتبراً قطع الإنترنت والاتصالات "تصرفات قمعية" أدت إلى نتائج عكسية